عيسى مخلوف: حدود التماهي مع الدين والمقدّس

 

 

 

باريس- في تجربة عيسى مخلوف وهو شاعر ومثقف لبناني معروف والمقيم في باريس، لا يأخذ الغنى حيزه من الكمّ الإبداعي فقط، بل من تنوعه، فبالإضافة إلى تجربته الشعرية الإشكالية مارس التأليف المسرحي، كما دخل بقوة حقل الترجمة الأدبية عن الأسبانية والفرنسية.

عيسى مخلوف الذي غادر لبنان أثناء الحرب الأهلية متجهاً إلى فنزويلا ومنها إلى باريس، انعكست تجربته الحياتية المليئة بالتنقل وغزارة الاطلاع على تجربته الكتابية، فلم يكن حصوله على الدكتوراه في الأنتروبولوجيا الثقافية والاجتماعية من جامعة السوربون هو الكفيل الأول بتجربته المختلفة من الكتابة، بل العطش الشخصي والدائم إلى الفن، والذي دفعه إلى الاستقرار في باريس حيث عمل في مجال الإعلام (إذاعة الشرق)، ولا يزال حتى اليوم. كما عمل مستشاراً ثقافياً في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، في إطار الدورة الحادية والستين للجمعية العمومية (2006-2007).

حصل عيسى مخلوف عام 2009 على جائزة "ماكس جاكوب" الفرنسية عن كتابه "رسالة إلى الأختين"، علماً أن للشاعر ثمانية كتب في الإبداع الشعري والنثري والمسرحي، عدا كتبه في مجالي البحث والترجمة. وستصدر قريباً الترجمة الفرنسية لكتابه "مدينة في السماء" عن دار "جوزيه كورتي" الباريسية.

الذهاب بعيدا

بين "عزلة الذهب" الذي صدر أوائل التسعينيات، و"مدينة في السماء" الذي صدر عام 2012، هناك اختلاف واضح من حيث التكثيف والسريالية اللذين ميزا الأول، والعبارة الطويلة في الثاني؛ حول سبب هذا الاختلاف، يقول مخلوف: "في اختصار، ما كتبته في مجموعتي الشعرية الأولى "نجمة أمام الموت أبطأت"، أو في "عزلة الذهب"، يختلف عن تجربتي الراهنة في الكتابة. وهي تجربة بدأت مع كتاب بعنوان "عين السراب" الذي صدر عام 2000 عن دار "النهار" في بيروت وتلاه: "رسالة إلى الأختين" و"مدينة في السماء". في الكتب الثلاثة الأخيرة، لا أكتب شعرا بقدر ما أكتب نثرا يحضر فيه الشعر بقوّة، وينفتح، في الوقت نفسه، على الفنون والعلوم والفكر، وعلى التأمل الفلسفي، ولكن دائماً في سياق بنية أدبية.

مع التحوّلات الكبيرة التي طرأت منذ النصف الثاني من القرن العشرين، ومع التطوّر التقني والتكنولوجي وثورة المعلومات والاتصال، يتغيّر المعنى الثقافي في العالم، كما يتغيّر معنى الإبداع، ممّا يدفعنا إلى طرح السؤال حول معنى الشعر نفسه، وحول موقعه في المشهد الثقافي العام. دائماً كان الشعر، كالفنون بصورة عامة، في الموقع النقيض للسائد وللقيم المتعارف عليها سلفاً. كان المجتمع يقبل على مضض الشعراء والمبدعين المختلفين. في فرنسا، مثلاً، حيث نحن الآن، ألم يكن الشعراء الذين صنعوا الحداثة الأدبية في القرن التاسع عشر، وغيّروا في طبيعة التعاطي مع اللغة فشرّعوا إمكاناتها وفتحوا آفاقا جديدة لها، هم من "الشعراء الملاعين"، وفي مقدمتهم شارل بودلير وآرتور رامبو وبول فيرلين وغيرهم؟ غير أنّ ما يجري اليوم يذهب أبعد من تهميش الشعر بل ويخرجه من الحيّز الاجتماعي والثقافي العام.

يقول الكاتب الفرنسي كريستيان بوبان إنه "يلزمنا ساعتان أو ثلاث ساعات لقراءة رواية، لكن يلزمنا العمر كلّه لقراءة قصيدة". أي أنّ قراءة القصيدة تحتاج إلى وقت وتأمّل. كلمتان تصعب ترجمتهما العمليّة في زماننا الراهن.

 

ووفقاً لما مرّ معنا، هل نستطيع القول إنّ مخلوف يحدث ثورة على لغته الشعرية، بمعنى أنه لا يلتفت إلى أسلوب يكرس تجربته بقدر التفاته إلى استيعاب متغيرات العصر وهضم الثقافات، عن هذين السؤالين يجيب الشاعر: "كلمة كبيرة هي كلمة ثورة في هذا الموضع. الكاتب يحاول دائماً أن يذهب بعيداً، أن يتجاوز نفسه باستمرار. سمّها، إذا شئت، ثورة على الذات. نحن نتغيّر يومياً. نتغيّر عندما نعيش تجربة قوية. عندما نقرأ كتابا مهما. نتغيّر عندما نستمع إلى موسيقى عظيمة أو نشاهد فيلماً سينمائياً مميزاً أو تطالعنا أعمال فنية عالية تخرج عمّا هو عادي ومألوف وتشرّع أمامنا الأبواب. نتغيّر عندما نلتقي أشخاصاً يكشفون أمامنا ما كان يطالعنا يومياً ولا نراه. مع كتاب "عين السراب" الذي أتيتُ على ذكره بدأتُ تجربة جديدة في الكتابة. جديدة على المستوى الشخصي. أما على المستوى العام، فالقراء والنقاد هم الذين يحكمون عليها. منذ ذلك الحين حتى اليوم وأنا أنحو المنحى نفسه وأحاول تعميقه، من "رسالة إلى الأختين" إلى "مدينة في السماء".

كلّ ما أقترب منه، في هذه التجربة، ومهما لامس الذات من قريب أو بعيد، أضعه في إطاره الإنساني العام، أي في الموضع الذي تبطل فيه المسافة بين الذات والآخر. لستُ أدري إذا كان هذا الأسلوب في الكتابة يكرّس تجربة أم لا. في العادة، نحكم على تجربة عندما تصبح منجزة كاملة، وهي لا تكتمل إلاّ بالموت، حين يصبح القمر بدراً. قبل ذلك، لا وقت للكاتب أن يموت. الذي يواصل السعي والبحث كالذي يواصل الرقص، أو كالمهرّج فوق حبل، يعنيه الحفاظ على نقطة التوازن فحسب، على قدرة الوقوف في العراء، داخل نفسه وفي الفضاء العام.

تختلف النتاجات عن بعضها وتتميّز بمقدار الهواجس التي تحرّكها، الأسئلة التي تطرحها أو تنطلق منها، الآفاق التي تجترحها، الإيقاع العميق الذي يغور داخل اللغة، يوجّهها ويلهمها؟ التسميات، مهما علا شأنها، فقيرة. ثمّ، ما معنى كلمة شعر اليوم؟ ما معنى كلمة نثر؟ وكلمة رواية، هل لا تزال تحمل المعنى نفسه الذي عرفناه من خلال أعمال مرسيل بروست وفرانز كافكا وتوماس مان وجايمس جويس وفيرجينا وولف".

منذ مطلع الثمانينات، عاش مخلوف في باريس واحتكّ بمثقفيها، فما الذي قدمتهُ لك باريس وقتها، وما الذي تقدمه اليوم؟ يقول مخلوف: "مجيئي إلى باريس كان بمثابة ولادة ثانية. خرجتُ من لبنان هربا من الحرب الأهلية. تسجّلتُ في جامعة "السوربون"، وكنت أتابع المحاضرات التي تجري في "الكوليج دو فرانس". من أسماء المحاضرين يومها أذكر، على سبيل المثال، ميشال فوكو، كلود ليفي ستروس، رولان بارت، جاك بيرك، وفي وقت لاحق، إيف بونفوا. تختصر هذه الأسماء وغيرها بالطبع، جانباً من المشهد الثقافي الذي طبع العاصمة الفرنسية آنذاك، والذي أخذ يتحول تدريجياً منذ تلك الفترة.

في باريس أيضاً، التقيتُ عدداً كبيراً من مبدعي العالم العربي ومن العالم أجمع. وفي فندق "الفندق" القريب من "معهد الفنون الجميلة" اجتمعتُ بالكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخس وكنتُ برفقة مصوّر "النهار العربي والدولي" عزيز خلاط. بدأ بورخس الحديث عن حكايات "ألف ليلة وليلة"، كما تحدث عن فوضويته "الهادئة" وعن عصاه. كلّ ما كان يتحدث عنه ذاك الأعمى البصير، يتحول، فجأة، إلى فُرجة وحكاية.

باريس مدينة لا تُستنفَد. إنها محصّلة قرون من الفكر والثقافة والفنون والعلوم والعمران والحدائق. تختزن متاحفها ومكتباتها ومراكز بحوثها وتوثيقها جانبا مهمّا من الثقافة الكونية. لكن إلى هذا التراكم المعرفي الهائل، فإنّ باريس هي أيضا تتغيّر على المستوى الثقافي. تسليع الفعل الثقافي هنا، كما في نيويورك، كما في أي عاصمة عالمية، يترسخ يوماً بعد يوم. ولا مكان لما لا يمكن تسليعه، من الكتاب إلى اللوحة، ومن المسرحية إلى الفيلم السينمائي إلى الموسيقى... (مع الأخذ في الاعتبار، طبعاً، المساعدات التي تقدّمها الدول الغربية لبعض القطاعات الثقافية والفنية). كان لا يزال، حتى النصف الثاني من القرن العشرين أو بعد ذلك بقليل، ثمة إمكانية لإصدار نتاج أدبي أو فني لا يخضع كلياً لشروط العرض والطلب، وهذا أمر شبه مستحيل اليوم. الذي يتحكّم بشروط العرض والطلب الآن هو المستهلك، أي ذائقة الجماهير ومرآتها الشاشة الصغيرة.

إذاً، باريس اليوم هي أيضا تعيش التحولات التي يعيشها العالم وانعكاسها على الثقافة. بعض متاحفها العريقة، لكي يكون متماشياً مع العصر، يعرض تجهيزات وفنونا تنسخ - وبكثير من التأخر- التجارب التي بدأت في الربع الأول من القرن العشرين مع الفنان الفرنسي مرسيل دوشان الذي عرض المبولة بصفتها قطعة فنية.

كان دوشان يركّز على الأزمة التي يواجهها الفنّ فأصبح التعبير عن الأزمة فناً قائماً بذاته من يجرؤ على الاعتراض عليه يُتّهم بالتخلّف وبتبنّي المعايير التقليدية المحافظة. مرحلة اللافن لها مؤيدون وعشاق ولها نقادها المدافعون عنها داخل الغاليريهات والمتاحف نفسها. حتى البشاعة، البشاعة الصرف التي لا تحتاج إلى تصنيف وتعريف، لها أيضاً من يؤيّدها ويدافع عنها.

أمام حركة التسويق والتسليع الهائلة، هل ثمة قنوات اتصال علينا البحث عنها لنشر الفن بعيدا عن "الاستهلاك"، وما هي هذه القنوات؟ في هذا الشأن يقول مخلوف: "غالبية ما يُنشر اليوم من نقد في الصفحات الثقافية، شرقاً وغرباً، عارٍ من الصحة. غالبية ما يُنشر أقول، وليس كلّ ما يُنشر. بعض أعرق الصحف الفرنسية مثلا تقدّم مراجعة لرواية عادية جداً بصفتها إحدى روائع الأدب العالمي. بعض الجوائز تمنح لكتّاب يستحقونها وتعطى في اليوم التالي لأول عابر سبيل. في الوقت الراهن، تُضفى على بعض الروايات المبتذلة صفات لم تطلق يوماً على كبار الكتّاب في تاريخ الأدب. نقرأ عن بعض التجارب الرديئة مقالات لم تكتب عن هوميروس ودانتي. الصفات التي تُنعت بها هذه الرواية أو تلك (الشعر خارج اللعبة) لم يحظَ بها ثرفانتس، كلديرون أو دوستويفسكي.

ولا يقتصر ذلك على الأدب فقط. هناك حركة تزوير عالمية يسهم فيها، أحياناً، ضحاياها أنفسهم. نعم، لا بدّ من الالتفات إلى قنوات أخرى، وهذا متاح اليوم نظراً لوسائل الاتصال الحديثة وفي مقدمتها الإنترنت. داخل طوفان الصور والمعلومات المنهمرة كلّ لحظة من كلّ صوب، وخارج الابتذال المنتصر المتوَّج ببذاءة المال، خارج الحديث عن مؤخرة كيم كرداشيان ولسان مايلي سايرس وصدر ليدي غاغا، وخارج الاحتفال المادي الذي لا سابق له بالرياضة ولا سيما كرة القدم، لا بدّ من إيجاد حيّز لما يمكن أن يعطي معنى أعمق للحياة على الأرض.

أليس أمراً غريباً أن نجد أنفسنا نهلل ونصدح فوق حلبة تتمزّق ستائرها وتنهار جدرانها؟ أليس غريبا أن نكون في مكان لا يراعي المتحكّمون فيه الإنسان والبيئة، الحيوان والنبات، نتنشّق هواء ملوّثا، ونشرب ماء غير صالح للشرب، ونأكل ما لا يؤكل، ونرتدي ثياباً مسممة آتية من مصانع بنغلاديش وتايوان والصين، وهي هذه الثياب نفسها، المصنوعة في أحيان كثيرة لصالح "ماركات" عالمية معروفة، تقضي على حياة ملايين الأطفال الذين يعملون في صناعتها ضمن ظروف لا تراعي سلامة صحتهم وحياتهم؟".

ثقافة السؤال هي أهمّ ما اكتشفه مخلوف في باريس، حيث يقول: "ثقافة السؤال كانت أهمّ ما اكتشفتُه في باريس، أوّل وصولي إليها، أنا الآتي من ثقافة الإجابات الجاهزة والأحكام المبرمة القاطعة، ومن عالم عربي يتماهى مع الدين والمقدَّس إلى أقصى حدود العنف، تماماً كما كانت المجتمعات الغربية قبل أن تحقق ثورتها الإنسانية من خلال فصل الدين عن الدولة. غير أنّ اللافت في الثقافة المطلَقة التي أشرتُ إليها والتي تطبع مجتمعاتنا وتعكس جانب الاستبداد فيها بوجهيه السياسي والديني، هو أنها لا تقتصر فقط على ممثلي الأجهزة الحاكمة، بل تصدر أيضاً عن المثقفين والعاملين في الشأن الثقافي أنفسهم.

في هذا السياق، لا مجال للاختلاف ولحرية الرأي. من ليس من رأينا فهو ضدّنا! وبدل أن يكون الاختلاف في الرأي مصدر تنوّع وإثراء للثقافة، يصبح عندنا منطلقاً للاصطفاف والمتاريس والإعدام اللفظي. الكلمات نفسها التي نستعملها لكتابة أجمل القصائد يمكن أن تتحوّل، بين لحظة وأخرى، إلى أسلحة فتّاكة. تتحوّل إلى حراب حادّة مروّسة، جاهزة للطعن، جاهزة للقتل. ألم تكن هذه حال شاعرنا الكبير سعدي يوسف الذي فوجئ كيف ينشر عبّاس بيضون مقالا لا يتّفق معه في الرأي فانتقده بعنف، وذهب أبعد من النقد فنعته بِـ"كازيمودو السفير"، في إشارة منه إلى "أحدب نوتردام" لفيكتور هوغو!

ولا عجب، فشاعرنا الكبير هو أيضا أحد الذين لا يتعبون من تغطية جرائم الأنظمة، بحجّة أنّ المؤامرة خارجيّة والهدف منها "احتلال دمشق كما احتلّوا بغداد وطرابلس وتونس، بل القاهرة". لكنّه لم يقل لنا ما هي مسؤولية تلك الأنظمة في هذا الاحتلال! لم يقل من ساعد في تهيئة الظروف الملائمة لتحويل المجتمعات العربية إلى سجن كبير على مدى نصف قرن، قبل أن تصبح مسلخاً بشرياً ومقابر مفتوحة! لم يقل كلمة واحدة عن الذين قتلوا وشرّدوا... هل أنّ أميركا هي التي عذّبت وقتلت حمزة الخطيب؟ هل أنّ الصهيونية العالمية هي التي كسرت يدي علي فرزات وسجنت يوسف عبدلكي؟ وإذا كانت أميركا والصهيونية اتخذتا قراراً بتدمير هذه الأمة والإمعان في تقسيمها، فمن يا ترى ينفّذ اليوم هذا القرار؟

ثمة سلوك هو نقيض الشعر ويمارسه للأسف بعض الشعراء أنفسهم. هذا السلوك لا يسهم فقط في قتل الشعر الذي في الكلمات بل أيضاً الشعر الذي في العالم".

إنّ "الإجابات الجاهزة" تزداد تكرساً في الثورات العربية، كما أن عقلية التخوين تكاد تكون عنواناً للثقافة الحالية، فأين هذه الثورات من "الثورة الثقافية"؟ يجيبنا مخلوف بقوله: "نحن أبناء مجتمعات شديدة التعقيد. أن تولد في أوطان على المقتول فيها أن يسترحم القاتل، ويكون المرء عرضة لمنطق يعتبر أنّ إخفاء هوية القاتل شرط لتوفير الأمن! أن تولد في أمكنة تبتكر قوانينها الخاصة لتدبير شؤون الحياة والموت، وهي قوانين تأتي من عصور بائدة ولم تعد، بأي حال من الأحوال، جزءاً من الزمن الراهن! أن تقتلَع أظافر الأطفال وأن تُغتصَب النساء!

كان صدام حسين حين يقتل أحد المتعاملين معه لمجرد الشك في أمره، يرسل من يطلب من أهله أن يدفعوا ثمن الرصاص الذي قتله به... على المقلب الآخر من السلطة، وفي بعض المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو القاعدة الآن، يعمد هؤلاء إلى تغطية أثداء الماعز. وقد يأتي يوم، يتمّ فيه فرض الحجاب على البقر الحلوب والأشجار المثمرة.

هذا المزج الغريب بين اللوثة الدينية والهوَس الجنسي نادر الحدوث في التاريخ الإنساني. ولا يمكن أن يظلّ الإنسان العربي، إلى ما لا نهاية، بين خيارين اثنين فقط: إما الديكتاتورية السياسية أو الحركات الإسلامية المتطرفة.

 

حوار أجراه عمر يوسف سليمان

(العرب، 21 أكتوبر 2013)